أسماكٌ طائرةٌ في السماء، يتلاعبُ بها الهواء في جميع الاتجاهات.. كالموج المتلاعب بالأسماك، يتمسكُ بها صاحبها بخيطها الرفيع..كتلك السمكة السابحة في البحر، ينظرُ إليها الغواص بإعجاب المرة الأولى..كالعادة..إنها مستمتعة بسباحتها كما طائرة ذاك الفتى..هو مستمتعٌ بالوقت الذي قضاه يراقبُ طائرته الورقية تسبح في السماء...
تجلسُ في شُرفة غرفتها على أحد الكراسي المهترئة...لا تعي لأي شئ حولها سوى لباقة الزهور الصغيرة التي في يدها..تلقتها قبل قليل مع رسالة صغيرة لم تلحظها إلا الآن ، قرأت ما كُتِبَ بها لتقع أول دموعها و تتوالى خلفها اخوتها دفعة واحدة لتدخل في بكاء هستيري؛ كُسِرَ قلبها الآن مع 'وداعا' التي رأتها...