عقلٌ مُدمر

كُنتُ أجلسُ خلفَ مكتبي في عيادتي الخاصة عندما دُق الباب وأسمحُ بصوتي للطارق بالدخول، لتدخل (نُهى) موظفة الاستقبال الخاصة بالعيادة ومساعدتي مستاذنة ومُعلِمة إيايَ أن المريضَ الجديد قد وصل، ثم أفسحتْ المجال للمريض ورفيقه بالدخول، ثم خرجتْ بصمت. انتظرتُ مَن يبدأ بالكلام، لأن كلاهما جلس أمامي فلَم أعلم أيهما المريض، لكن طال الصمت كثيرًا، مُشعرًا إياي بالريبة، مُجبرًا إياي على بدء الحديث قائلًا كاسرًا ذاك الهدوء بينما أنظر بتركيز في الملف الخاص بالمريض: - أيكم (باسم)؟ لتأتيني "عفوًا؟" مستنكرة ومتعجبة مِن يميني لأرفع أنظاري إليه بتعجبٍ مِن الاستنكار الوضح في سؤاله، موجهًا أنظاري بعدها بلحظات للمقعد الآخر مستعدًا لأسأل الآخر عن هويته، لكنه كان فارغًا ولَم أرَ عليه أحد، رمشتُ عدة مرات وعيناي مثبتة على نفس المقعد، بينما أصابتني قُشعريرة جعلتني أشعر بالبرودة للحظات؛ من الذي رأيته توًا؟ حاولتُ تجاهُل الأمر وعُدت بأنظاري إلى الجالس معتذرًا عمَّ فعلته بتشكك، ثم غيرتُ مجرى الحديث سريعًا: - حدثني عن نفسك. أخذَ انفاسًا مترددة ثم زَفرَها وقال بعدها: - حسنا، اسمي (باسم ع...