تراقصَ الأزواج مع ألحان الموسيقى الهادئة المنتشرة في القاعة الكبيرة، إن نظرتَ إليهم تشعر كأنك تشاهد أحد حفلات العصر القديم؛ إنها حفلة كلاسيكية أُقيمت على شرف أحدهم لستُ أعرفه، أرقصُ مع فتاة لا أعرفها، كلُ ما أعرفه أنني في حلمٍ ما مِن أحلام أحد الطلاب الذين أُعلِّمهم لهذا العام؛ فأنا أستطيع رؤية أحلام الأخرين إن أردت، وها أنا أبحث عن صاحبة الحلم (رزان)؛ فهي ليست عادية وأحلامها ليست طبيعية، منذُ أن رأيتها وأنا أرى شيئًا مِن خجلها عندما تبعد عينها عني، لَم يكن هذا حلمها الأول بشأني، فقد استدعتني مرة في حلم منذ عدة أسابيع ولَم أتعرف عليها، حتى فهمتُ أن وجودي في حلمها ليس بيدي، ولستُ أنا من يختار وجودي في حلمها، بل هي. مرتْ لحظات حتى تقابلتْ عيناها الحائرة مع عيني التي كانتْ تبحث عنها، لكن تعابيرها تحولتْ إلى الضيق ما إنْ رأتني، هل هذا الغضب عليّ أنا أم على مَن أرقصُ معها؟ أخذتْ خطواتها إلى الأمام، أثقُ أنها قادمة إلينا، تركتُ يدَ مَن معي مع وصولها إلينا قبل أن تفتحَ فمها، لينتهي الحلم هُنا وأستيقظ مع شعوري بلمسات قطي يحاول إيقاظي. مشاهد الحلم ومشاعره ...