أحلامٌ متمايلة

تراقص الأزواج مع ألحان الموسيقى الهادئة المنتشرة في القاعة الكبيرة، إن نظرتَ إليهم تشعر كأنك تشاهد أحد حفلات العصر القديم؛ إنها حفلة كلاسيكية أُقيمت على شرف صاحبة هذا الحلم:(رزان)، لكنها تحلم ولَم يكن حقيقيًا، الغريب في هذا الحلم عن باقي أحلامها وجود شخص بين الراقصين مع زوجته، كلما وقعتْ عينها عليه شعرت بالضيق، حتى أنها تقدمت منه بغضب لتوقفه عن الرقص مع مَن معه، لكنها استقيظت والغضب يسيطر عليها. (رزان) لَيسَتْ مجرد فتاة حالمة عادية، إنها مُحبة للأحلام، قلّما تنسى حُلمًا، قلّما ترى شخصًا غريبًا في حُلمها، هكذا أُقنعتْ في صغرها: أن ذاكرتها قوية، تقابل الشخص على الأقل مرتان في حياتها: مرة في الواقع حتى وإن لَم يتحدثوا، ومرة في نفس الليلة في الحلم، وهُنا يَكمُن الخيال، فهي تراه لكن لا تتحدث أو تؤثر عليه في الحلم، ويَسري الحلم وفقًا لخيال عقلها الباطن. وها هي ترى هذا الشخص للمرة الثالثة في حُلمها، عرفتْ منذ الحلم الأول أنها رأته في وقت ما من اليوم حينها؛ فهي كانت تذهب للجامعة وتبحث عن عمل، بالإضافة إلى حضورها عدة دورات تدريبية في الآونة الأخيرة، لذا فهي لَم تعرف متى رأته ولَم تهتم. ...