تذكرني دائمًا

أسيرُ للمرة الخامسة على التوالي في نفس الشارع؛ أبحث عن المطار، لكنني فقط سيء في الاتجاهات، توقفتُ في مكاني وسألتُ صاحب أحد المحلات عن الطريق وساعدني لأشكره وأذهب، وكل ما أفكر فيه هو رد فعل أمي الدرامي عند رؤيتي. اتجهت لمكتب الاستقبال؛ أسأل عن موعد هبوط الطائرة، لكن بدلًا من هذا، أسكتني صوت فتاة في مثل سني – العشرينيات من عمرها – تسأل بصوتٍ غاضبٍ مرتفع: - أسألك عن الطائرة 213 لِمَ لا تجيبين؟! إنها نفس طائرة أمي، هذا مقلق. " فقدنا الاتصال بالطائرة 213 القادمة من سِدني، أُكرر..." 25/7 عامر محمود عزت *** ذهبتُ لمكتب مدير المطار العام، خالي (سامح عبد الرحيم)، دققتُ الباب مرتين ثم فتحته مقتحمة المكتب، والجالس خلف مكتبه ابتسم ما إن رآني وسألني عن حالي، لكنني أجبتُ سؤاله بسؤالي عن الطائرة 213، فتردد ثم اعتذر، كأنه هو من فقد الاتصال، لكني فقدتُ والدي مع جملته، صمتُ مقررة الخروج، إلا أنه أوقفني قائلًا: - عودي لمنزلي، لا أريدك أن تبقي وحيدة في منزلك. ...