راقبتُ قُرصَ الشمسِ يسطعُ ببطئٍ مُعلنًا عن ولادةِ يومٍ جديد، ياله مِن قرصٍ صغيرٍ لطيفٍ برتقاليُّ اللونِ قبل أن يزيدَ سطوعه، لكنه دافئٌ حتى وإنْ كنتُ وقتَ الظهر فهذا طقسُ ديسمبر البارد، وها أنا أجلسُ في شرفة منزلي أراقب شروق الشمس لأنني لَم أستطع أن أنام، ألُفُ حَولَ جسدي غطائي المفضل، أحضن بين بكفيّ كوب الشوكولا الساخنة ليزيد من حرارة جسدي. نسيت أن أُعرِفَ نفسي، أُدعى نسمة، أنا أصغر الأبناء في هذا المنزل، أصبحتُ طالبةً جامعيةً قبل شهرٍ فقط، لَم أنم الآن، أو لنكون أكثرَ دِقة، لقد استيقظتُ قبل قليلٍ كموعيدٍ ثابتٍ وأبدأ يومي مع كوب شوكولا ساخنة وصباحُ خيرٍ من الشمس وهي تسطع، أخذتُ نَفسًا عميقًا كي أُهدِئ قلقي؛ اليوم هو أول يومٍ لي في الجامعة، لستُ قلقة مِن الطريق أو مما يُدرَّس، بل إنني خائفةٌ مِن التعامل مع الناس؛ لا أستطيع التعامل بشكل جيدٍ مع أحد؛ ينخفض صوتي فجأة وأصمتُ كأنني مصابةٌ بالهلع إلا أنني بخير، ثم ما إن أرتاح لمن معي لا أتوقف عن الثرثرة! قُمتُ مِن مكاني ومددتُ ذراعيّ، فتحتُ باب الشرفة المُغلق بهدوء؛ كي لا أُزعج والديّ وأخوتي في النوم، أخذتُ أمشي على أطراف أصابعي لأصل لغر...