أفكاري المتناثرة

  تراصتْ كلمات الحب كثيرًا في الرسائل، وعلى ألسن البشر وفي كل مكان، لكن، هل هي حقيقية؟ هل هي بذلك العمق؟ هل هي رائعة كما يُقال عنها؟ فحتى الورد له أشواكٌ سامة مرعبة رغم جمال تلك الوردة.

 جلستُ بجوار النافذة أحتسي قهوتي بهدوء، أستمع لصوت قطرات المطر ترتطم بزجاج النافذة المغلق مع رائحتها التي تسربت إلى أنفي من عدة فتحات مُنعشة إياي؛ فقد طغى صوت المطر فوق كل أصوات العالم الخارجي، و أحدثت إزعاجًا هادئًا أعشقُ سماعه.

 أتعلم؟ .. لا لستَ تعلم و لن تعلم.. فأنتَ لَم تكن في حياتي يومًا و لَم تعشها لذلك لَن تعلم ، و يكفي كلامًا هنا فأول الفاهمين هو المتألم و ليس السامع له.

الوردُ يَتَحَدَّثُ ، يُخبِرُكَ بِكُلِّ شَيءٍ ، يُخبِرُ الآخَرِينَ بِمَا لَا تَقدِرُ عَلَيهِ ، يُصَارِحُهُم بِصَمتِهِ وَ صَمتِكَ ؛ فَلِلوُرُدِ لُغَةٌ ، وَ تَخْتَلِفُ بَيْنَ وَردَةٍ وَ أُخرَى كَمَا تَختَلِفُ لُغَةُ البَشَرِ.

 يَقُولُونَ إنَّ السَّمَاءَ تُمْطِرُ شُهْبًا ، يَقُولُونَ إنَّهَا خِلَّابَةٌ ، أنَا لَمْ أَرَ تِلْكَ الشُّهُبَ يَوْمًا وَ لَا أَرَاهَا إِلَّا فِي أَحْلَامِي ، لَكِنَّنِي أَثِقُ أَنَّهَا جَمِيلَةٌ حَتَّى وَ لَوْ كُنْتُ مَازَلْتُ أَصَدِّقُ أَنَّهَا مُجَرَّدُ أساطير.